أضرار التدخين على البيئة
· يجب أن يعطى موضوع حماية الصحة والبيئة والموارد الطبيعية في العالم أولوية
عالمية، فالتدخين يسبب العديد من الأمراض وتلوثا للهواء، وتساهم مخلفاته من علب
السجائر الفارغة وأعقاب السجائر والكبريت في إفساد البيئة التي يعيش فيها الإنسان.
· وتعزى الكثير من الحرائق التي تنشأ في الأماكن العامة والفنادق والمطاعم والنوادي
والغابات في مختلف أنحاء العالم، إلى المواد المستخدمة في التدخين.
· ما أن السبب الأول للحرائق المنزلية يعزى إلى التدخين، ويزيد التدخين من القاذورات
كما يزيد من استهلاك المفروشات ويسبب تلفاً للديكور، كما يزيد من تكاليف التهوية
والصيانة، لأنه يحتاج إلى أنظمة خاصة لتنقية الهواء تعتمد على مرشحات بالغة
التكاليف، للحفاظ على بيئة نظيفة خالية منه.
· وبالمقارنة بين أهم أسباب الوفيات في العالم وجد أن التدخين يفوق كل هذه الأسباب.
دخان التبغ يلوث البيئة:
يعد دخان التبغ من أكثر عوامل تلوث البيئة، لاحتوائه على ذرات وغازات، تحتوى الذرات
على أكثر من أربعة آلاف مادة معظمها سام أو مؤذٍ، أما الغازات فهي تحتوي على 500
مادة، ويستنشق غير المدخنين الذين يتعرضون لدخان التبغ من البيئة كمية لا يستهان
بها من هذه المواد الضارة.
و ينبعث من السيجارة أثناء احتراقها نوعان من الدخان:
أولها: الدخان المباشر.
هو الدخان المستنشق مباشرة والمنطلق من السيجارة مع الشفط، حيث تصل درجة الحرارة
إلى 900 درجة مئوية، ويستنشقه المدخن ويخرجه بعد ترشيحه في رئتيه.
وثانيها: الدخان غير المباشر.
هو الدخان المستنشق بشكل غير مباشر، منبعثاً من السيجارة في فترة عدم الشفط، لذلك
فهو ينتج تحت درجة حرارة أقل تصل إلى 600 درجة مئوية فقط، لذلك فهو يسبب إطلاق
كميات أكبر من المواد العضوية المكونة للتبغ بما في ذلك المواد المسببة للسرطان.
فهو على سبيل المثال يحتوي على ما يلي:
1. خمسة أضعاف كمية غاز أول أو كسيد الكربون.
2. ثلاثة أضعاف كمية القطران والنيكوتين.
3. أربعة أضعاف المواد ( النيتروبيرينية ).
4. ستة وأربعين ضعفاً من غاز النشادر.
5. تركيز أعلى من المواد المسببة للسرطان( مثل النتروسامينية ).
6.تركيز أعلى من منتجات تحلل النيكوتين والبنزين وثاني أكسيد الكربون والبيريدينات
الطيارة وأكسيد النيتروجين والأمينات الطيارة والعطرية.
وفي حالة التدخين المباشر ينتج في الثانية الواحدة نحو 6 آلاف مليون ذرة تتراوح
أحجامها بين(1, إلى 6,) ميكرون، أما الدخان غير المباشر فتكون ذراته أقل بكثير من
قرينتها في الدخان المباشر، فتتمكن من التغلغل في أعماق مجرى التنفس غير المحمي
بالأهداب (حيث لا تتوفر له الوقاية التي تقوم بعملية التنقية ).
كما يلاحظ أن مجموع الذرات المعلقة التي يمكن استنشاقها مع الهواء يرتفع بسبب
التدخين المفرط إلى مستوى يتراوح بين ( 500 الى1000 ) وحدة في المتر المكعب، بينما
لا تسمح معايير جودة الهواء الخارجي في الولايات المتحدة الأمريكية بوجود أكثر من
50 وحدة في المتر المكعب، وفي غرفة مكتب مثلاً يصل مجموع الذرات عادة إلى 20 وحدة في
المتر المكعب، إلا أن التدخين يسبب ارتفاعا يصل إلى أكثر من 200 وحدة في المتر
المكعب منها.
المشاكل الصحية الناتجة عن التعرض لدخان التبغ في البيئة
(.. لقد ازدادت ملوثات الهواء بشكل كبير بسبب التقدم الذي يشهده العالم.. وكثرة
المعمار.. وكثرة المركبات التي تستخدم الوقود بمختلف أنواعه.. وغير ذلك من
الملوثات.. وكلها تسبب أضرارا صحية ربما أكثر من التدخين.. فلماذا الهجوم على
التدخين بالذات؟ ألا يعتبر ذلك تجني على هذه البضاعة.. وعلى مزاج مستخدميها..؟ )
قد يكون الدافع لهذا السؤال هو سوء نية السائل، ولكن غالبا ما يكون سببه الرئيسي هو
القصور الشديد في الوعي الصحي والديني والاقتصادي والاجتماعي، ويتحمل الجميع
مسؤولية ذلك.
فالمعروف منذ القدم أن التلوث الهوائي ( بمختلف أنواع الملوثات ) يسبب المرض
والعـجز والوفاة، فما هو مصير المدخن الذي يتعرض كذلك إلى مكونات الهـواء الداخلية
والخارجية ؟ وما هو مصير غير المدخن في استنشاق هذه الملوثات دون اقتراف أي ذنب ؟
و يحتوي دخان السجائر على العديد من المركبات الكيميائية التي تشكل أخطاراً على
الصحة، كما توجد هذه المركبات أيضاً في البيئة، وخاصة بيئة العمل، ولاشك في أن كلا
من المصدرين يزيد الجرعة التي تأتي من المصدر الآخر.
والمعروف أن استنشاق غبار الأسبستوس ( الأميانت ) يسبب سرطان الرئة، كما يسبب صورة
من التليف الكبدي تسمي داء الأسبست أو داء (الأميانت) ويعتبر الأثر الناجم عن الجمع
بين التدخين واستنشاق غبار الاسبستوس يزيد من خطر الإصابة بسرطان الرئة إلى حد أكبر
مما يمكن توقعه من مجرد إضافة العوامل الفردية لكل من الخطرين بعضهما إلى بعض.
عدل سابقا من قبل في الجمعة نوفمبر 23, 2007 4:27 am عدل 1 مرات